NEWS
Tuesday 4 August 2015
كلمة مؤسسة البطريرك الدويهي يلقيها النقيب جوزيف د. الرعيدي الدويهي لمناسبة ذكرى 385 على مولد البطريرك مار اسطفان الدويهي بحضور صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي 2 آب 2015 كنيسة مار جرجس – اهدن

مرحباً بكَ أيُّها السابعُ والسَبعون، في فردوسِ البطريركِ السابِعِ والخمسينْ، على كرسي إنطاكية وسائرِ المشرق..عُشرونَ بطريركاً هي المسافةُ بين الدويهي والراعي. .. وما من بطريركٍ أُعطِيَ مجدَ لبنان، إلاّ واستحقَّ مجدَ السماء. ..بطاركةُ القلوبِ الذهبْ، والعِصيِّ الخشبّ، كلّما رسموا إشارةَ الصليب، قام ديرٌ، ودُقَّ جرسٌ، وانتصرَ شعبٌ بقوّةِ الإيمان، فليسَ "الصليبُ حديداً كانَ بل خَشبا" ...صاحبَ الغبطةِ والنيافة ... قال الدويهي:  "البطريركيّةُ حِملٌ ثقيلٌ لا يعرفُهُ غير الذي جَرَّب" ... فيا أيُّها الراعي، رعيّتُك تعرفُكَ وأنت تَعرفُ رعيّتَكْ ... فَبارِكْ المُخلصين، وأَرشِدْ الخرافَ الضالَّةَ ... وسامِحْ الإبنَ الشاطر، واضرُبْ بعَصاكَ الأرضَ ... وقُلْ لكلِّ مَنْ عَصى، ما قاله سَلَفُك في قنوبين:"لن أَحِيدَ عن موقفي، ولو مَلأوا هذا الوادي ذهباً" ...لقد تخلّى بطاركتُنا عن الذهبِ ونذروا العفّةَ والفَقرَ، واستوطنوا الأوديةَ والمغاور، فدخلوا السماء والتاريخَ ، من البابِ العريض...وإذا كان البطريركُ الدويهي، هو "أبو التاريخ اللبناني"... فالبطريركُ الراعي، بكلمةٍ يُغَيِّرُ التاريخ... 
أيُّها الراعي المُتَنَقِّل في أرجاءِ رعيّتِهِ والعالم، لَكأَنَّكَ على خُطى الدويهي الذي تَنَقَّلَ بين حلب، وقبرص، وروما، والقدس، ومجدل المعوش، وغوسطا. وفي تنقُّلِهِ كان يأتي بالمعجزات. .. ألم يوقفْ زخَّاتِ البَرَدْ، في ساحل علما؟ ألم يشفِ المرضى، في بلوزا؟ ألم يحمِ المزروعات، في بلادِ جُبَيْل؟ ألم يُنقذْ الولدَ المُشرفَ على الموتِ، في بكفيا؟ ...هو القدّيسُ السائرُ، في سائرِ رعيّتِهِ، وهو الثائرُ، على مَن اعتدى، على صفاءِ العقيدةِ المارونيّة. ..من مارون، إلى يوحنا مارون، إلى الدويهي، إلى صفير، إلى بشارة الراعي...سلسلةُ بطاركةٍ لَفَحَتْهُمِ القداسةُ، وحَرَّكَتْهُمِ الكرامةُ، وما ركعوا إلاّ تحتَ الصليبْ...
أيُّها السابعُ والسبعون، إغفر لنا سبعينَ سبعَ مرّاتٍ إذا قلنا إنّ لدينا نحن الموارنةَ سبعٌ وسبعون بطريركاً قدّيساً، أُعْطوا مجدَ لبنان والموارنةِ. ..

أيُّها السابعُ والسبعون، إنَّ مؤسسةَ البطريرك الدويهي، نشأت في مطلعِ سبعينات القرنِ الماضي. وثَبُتَتْ على يدِ سيّدِنا البطريرك صفير سنة 2002 ...وهي تتطلّعُ وتتفاءلُ، بأنَّهُ في عهدِ غبطتِكَ، وحبريّةُ قداسةِ البابا فرنسيس، ستُعلِنُ قداسةَ ابنِ إهدن الأبيّة، القدّيس البطريرك الدويهي. ..وإنّ هذه المؤسسةَ البطريركيّةَ المارونيّةَ اللبنانيّةَ، لم تكن لتمتلكَ هذا العزمَ، في حفظِ تراثِ الدويهي، ومتابعةَ ملفِ قداستِه، لولا شفاعةُ قدّيسِنا الغالي، ولولا مثابرةُ، المكلّفِ بهذا الملفِ، الراهبُ المتفاني، الأب بولس قزي ...ولولا مباركةُ سلفِكم مار نصرالله صفير، ومباركتُكُم أنتم شخصياً، وخصوصاً أنكم، ومنذ كنتم مطراناً، كان لكم العديدُ من الجهود،ِ والعظاتِ، والمقالات، التي تشرحُ فضائلَ، هذا البطريركِ الملفان. ..إنّ مؤسسةَ البطريرك الدويهي، تدينُ بالشكرِ والامتنان لغبطتكم. ولكلِّ إكليريكيٍّ، ولكلِّ علمانيٍّ ،ولكلِّ مَن ساهم، مادياً ومعنوياً،بالعملِ أو بالصلاة، ليصبحَ الملفُ على قابِ قوسين من إعلانِ القداسة ..صاحبَ الغبطةِ والنيافة، أيُّها الأبُ الذي شرّفنا، في الثاني من آب ذكرى 385 سنة، على ميلادِ البطريركِ القدّيس... إنّ مدينةَ القديس، إهدن، بكلِّ عائلاتِها تشعرُ بأنّ لزيارَتِكُم، معنى العيدِ وفرحتِه... ففي شهرِ آب، يقعُ عيدُ الربِّ، وكُلُّنا فداءُ أرزِ الربِّ. وفي شهرِ آب، عيدُ انتقالِ السيّدةِ العذراءِ، وبشفاعةِ سيّدةِ زغرتا، التي أعادت البصرَ للدويهي، ابنِ الحاديةَ عَشْرَةَ سنةً، في روماكُلُّنا نصلّي، لنراكَ مجدّداً، معنا وقريباً وهنا رافعينَ، صورةَ البطريرك الدويهي طوباوياً .مرنّمين:  الربُّ آتٍ. أبداً آتٍ. في كل آنٍ ومكان.

TESTIMONIALS
LATEST NEWS